هااام ...
ليه التأكيد على مواعيد الزراعة المثلي هذا الموسم تحديداً !!!
" هاتور أبو الدهب المنتور" ,,مثل مصري قديم ومعناه ان شهر هاتور هو شهر زراعة وبدار القمح (الدهب المنتور) و له مدلولات كتيرة ومنها انه رغم التغيرات الحادة فى المناخ وارتباك تقريبا مواعيد الزراعة لكثير من المحاصيل الا ان ميعاد زراعة القمح "المناسب" ما زال كما هو فى مصر ... وده مدلوله كبير وهو ان القمح هو بلا منازع "رفيق" الزراعة المصرية لألاف السنين وهو "سند" الفلاح المصري الذي لم يتغيررغم تغير "كل" شيء ... فلا تستهترو بدهبه المنتور ...
وزي ما قلت لحضراتكم ان انسب ميعاد للزراعة :هو الفترة من 5 - 25 نوفمبر 2019... وبسبب التغيرات الحادة فى المناخ فيجب الالتزام "جداً" ان تكون الزراعة داخل هذه الفترة لان التبكير او التأخير سوف يؤدي الى مشاكل عدم مناسبة الظروف المناخية لمرحلة النمو وخاصة فى المراحل الحرجة مثل الطور اللبني والعجيني.
لذلك فانسب ميعاد هو النصف الاول من "هاتور" ... وهاتور وهو الشهر الثالث فى التقويم القبطي المصري والذي يوافق من 11 نوفمبر إلى 9 ديسمبر بالتالى النصف الاول من هاتور يعنى هو النصف الاخير من نوفمبر ...
لان الزراعة المبكرة في "اكتوبر" تجعل النبات يأخذ احتياجاته الحرارية "مبكراً" وخاصة ان الصيف سيتوغل فى اشهر الخريف وجزء من بداية الشتاء هذا العام بالتالي يجعل النبات يدخل فى مراحل نضج مبكر بدون بناء مادة جافة مناسبة للمحصول.
اما التأخير فى ديسمبر (فان الشتاء القادم متوقع انه شديد البرودة وقارص ويتخلله موجات صقيع بالتالى التأثير على مراحل النمو الاولى "جداً" بالتالي نقص فى النمو الخضري وضعف فسيولوجي وتهيأة اكثر للاصابة بالامراض وخاصة الصدأ الاصفر... كما سيحدث تأخر لمرحلة الطور "اللبني" والطور "العجيني" ليكونا فى ابريل وهما المرحلتان الاشد حساسية لدرجات الحرارة المرتفعة .
عشان نفهم الحكاية دي يبقي لازم نعرف مراحل نمو نبات القمح:
يعتبر القمح من النباتات الحولية ذات الفلقة الواحدة، ذات موسم النمو الطويل
** مرحلة الانبات :
يتطلب الإنبات توفير عنصرين رئيسيين هما الرطوبة والحرارة ... وفيها تحدث خلاله عمليات كيمائية حيوية معقدة تؤثر علي مكونات الحبة من جنين وأندوسبرم وأغلفة – والرطوبة القصوى للإنبات 60 – 70 % .
والحرارة المثلي للإنبات 20 – 25 درجة مئوية والصغرى لبدء الإنبات 4-5 درجة مئوية والقصوى 43 درجة مئوية .
د - يعتمد الجنين في تغذيته أثناء مرحلة الإنبات علي العناصر الغذائية المخزنة في الحبة (أساسا في الاندوسبرم ) حيث يكون البروتين والنشا في صورة جامدة وببدء الإنبات يبدأ النشاط الأنزيمي الذي يؤدي لتحلل النشا والبروتين إلي صور بسيطة يستطيع الجنين الاستفادة بها والاعتماد عليها في تغذيته ونموه لحين إمكانية الحصول علي غذاؤه من الأرض
هـ- لا تأثير للضوء علي الإنبات حيث يمكن أن يبدأ ليلا أو نهارا وبنفس المعدلات إذا ما توفر شرطي الرطوبة والحرارة.
حيث تمتص حبة القمح الماء من التربة، فيخرج الجنين من أعلى قمة الحبة بفعل تحفيز إنزيمات النمو التي تؤدي إلى تكاثر الخلايا، فتظهر الجذور الأولية في بداية الأمر من جانب البرعم، والتي يبلغ عددها خمسة جذور، ويظهر الغمد الذي يلتف حول الورقة الأولى ويبدأ في النمو للأعلى، ويكتمل الإنبات بعدما تظهر أغماد معظم حبات القمح المزروعة، فينفتح الغمد من الأعلى، وتخرج منه أوّل ورقة ثم الثانية، وهكذا.
** التجدير أو الإشطاء:
بالتزامن مع ظهور الأوراق تبدأ البراعم الجانبية بالنمو، وتبرز أولها بعد ظهور أربع أوراق، ويستمرّ ظهور الأوراق والبراعم الجانبية إلى أن يتكوّن التجدير، وتبدأ الجذور الرئيسية بالبروز في نفس الوقت مباشرة تحت مستوى سطح الأرض، وفتؤمن هذه الجذور الكثيفة تغذية التجدير في جميع أطوار نمو القمح.
** الصعود:
تبدأ السيقان المتراصة بالتطاول بعل تأثرها بارتفاع درجات الحرارة وطول النهار.
** الصعود والتكاثر الصعود:
وهي المرحلة التي تبدأ فيها السنبلة بالارتفاع عن الأرض، وينمو الساق باتجاه عموديّ.
** انتفاخ السيقان:
تستمر السنبلة في النمو، ويزداد حجمها لا سيّما خلال المراحل الأخيرة من الصعود.
** التسنبل:
يتواصل تكوّن السنبلة من خلال نمو البراعم التي تكوّن السنيبلات والزهرات بأعضائها الأنثوية والذكرية في فترة الصعود، وينتهي التسنبل مع ظهور آخر ورقة وانتفاخ غمدها. وتعتبر الفترة الزمنية الممتدة من الإنبات غلى التسنبل من الخواص الوراثية التي تختلف بين الأصناف المبكّرة والمتأخرة في النضج، وهو يرتبط في الأساس بالمجموع الحراري "الاحتياجات الحرارية" الذي تتطلبه النبتة، وبعناصر التغذية الخاصة بها.
** الإزهار والإخصاب:
تبدأ مرحلة التزهير من قاعدة السنبلة وتستمر حتى أعلاها وتبدأ فترة الإزهار عند القمح بشكلٍ عام بعد مرور حوالي أسبوع على التسنبل، وتستغرق فترة إزهار كل سنبلة فترة زمنية تتراوح بين يومين إلى أربعة أيام، ويكون الإزهار بظهور أكياس اللقاح من السنيبلات وسط السنبلة في أوّل الأمر، ثم يشمل باقيها، مع التنويه إلى أنّ التلقيح يسبق مرحلة الإزهار، وظهور أكياس اللقاح على السنبلة يشير إلى أنّه قد حدث التلقيح.
** امتلاء المادة الجافة والنضج:
تكوّن الحبوب ونضجها تبدأ هذه المرحلة نتيجة عملية إخصاب الزهرات، ويستمر المبيض في النمو، فتتشكل الحبة التي تنمو بدورها في داخل جوف الزهرة، لتصل بذلك "الطور اللبني" إذ تمتلئ الحبة بـمادة نشوية بيضاء اللون، ويظلّ لون الحبة في هذه المرحلة أخضر كباقي النبتة في حين يبدأ لون الأوراق السفلى للسنبلة يميل للأصفر. يستمرّ تركيز النشا والبروتينات الناتجة من التمثيل الضوئي، ويستمرّ إعادة توزيع المواد المخزّنة في السيقان والأوراق، فيزداد وزن المادة الجافة في الحبة ويزداد كثافة محتواها بشكل تدريجي، فتنتقل الحبة "للطور العجيني" الذي تصل فيه الحبة أقصى وزن لها، وتفقد السيقان، والأوراق والسنابل في آخر الطور اللون الأخضر. تدخل الحبة في طور النضج الفسيولوجي فتأخذ الحجم، واللون الذهبي المعروف. يتم حصد القمح عند بلوغه طور الحبة اليابسة إذ تنخفض نسبة رطوبتها إلى 12%، وتصبح سهلة التشقق.
و بتمام النضج تموت جميع أجزاء النبات ويصبح لونها أصفر ذهبي ولا يكون هناك أي جزء حي بالنبات ألا الحبوب تامة النضج والحي بها هو الجنين .
دكتور محمد علي فهيم
28 اكتوبر 2019